الأحد، 22 نوفمبر 2009

تشبيه الأقانيم بالشمس والشعاع: بطلان هذا التشبيه عقلا ونقلا

بسم الله الرحمن الرحيم
ويحاول المسيحيون أن يجدوا تبريراً لمعتقدهم الفاسد ، أو بمعنى آخر يحاولون أن يجعلوا التثليث مقبولاً لدى العامة وذلك بضرب الامثلة :

فمرة يشبهون الخالق تبارك وتعالى بالشمس ، ومرة يشبهون الخالق جل جلاله بالانسان المركب من دم وروح وجسد وهكذا . .

ضاربين بعرض الحائط قول الرب في سفر إشعيا [ 46 : 5 ] : (( بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُعَادِلُونَنِي وَتُقَارِنُونَنِي حَتَّى نَكُونَ مُتَمَاثِلَيْنِ ؟ )) وقوله في سفر إرميا [ 10 : 6 ] : (( أَنْتَ لاَ نَظِيرَ لَكَ يَارَبُّ. عَظِيمٌ أَنْتَ، وَاسْمُكَ عَظِيمٌ فِي الْجَبَرُوتِ.))

ومع هذا فجميع تشبيهاتهم ليس فيها واحد يمكن أن يكون مطابقاً للتثليث ، لأن جميع الأشياء التي يريدون أن يشبهوا التثليث بها ، إما أن تكون ذاتاً واحدة لها أجزاء وأبعاض ، أو صفات وآثار ، بخلاف التثليث الذي هو ثلاثة متميزين حقيقيون ذوو أعمال وأدوار مختلفة متباينة ، إلا انهم في نفس الوقت واحد حقيقي .

فعندما يشبهون الاقانيم الثلاثة بالشمس تتكون من ثلاثة عناصر الجرم والشعاع والحرارة والكل شمس واحده !

نقول لهم :

ان التمثيل بين الشمس والتثليث ليس صحيحاً ذلك لأن الحرارة والشعاع ليسا بمستقلين عن الجرم بخلاف الاقانيم فإنها ذوات مستقلة .

ثم اننا نقول : ان الشمس واحدة ، إلا ان لها استدارتها وحرارتها واضاءتها وكثافتها . . . إلخ وهي صفات لها ،و أعراض لذاتها ، والصفة لا تسمى ابناً ولا خالاً ولا عماً .

ونسطيع ان نقول ان ضوء الشمس ليس هو الشمس . كما ان حرارة الشمس ليست هي الشمس .

ثم ان الشمس قرص أو كتلة والله سبحانه وتعالى ليس كتلة وليس شيئاً من هذا القبيل والشمس مشاهدة في السماء والله سبحانه وتعالى ليس مشاهد ، فكيف يكون التمثيل بين الشمس والتثليث صحيحاً ؟ .

أضف الي ذلك ان الشمس كتلة مركبة ومحدودة والله ليس مركب ولا محدود .

وتتركب الشمس من عنصر الهيدروجين وعنصر الهيليوم وغيرها من عناصر قليلة متبخرة . . . فهل الله مركب ؟؟

ومن المعلوم أن الله لا يتجزأ ولا يتبعض وشعاع الشمس يتبعض ويتجزأ ، ويمكن زوال بعضه مع بقاء بعض ، فإنه إذا وضع على مطرح الشعاع شيىء فصل ما بين جانبيه ، وصار الشعاع الذي كان بينهما على ذلك الفوقاني فاصلاً بين الشعاعين السافلين .

يبين ذلك أن الشعاع قائم بالأرض والهواء ، وكل منهما متجزىء متبعض ، وما قام بالمتبعض فهو متبعض ، فإن الحال يتبع المحل ، وذلك يستلزم التبعض والتجزىء فيما قام به .

هذا ويقول سعيد بن البطريق : إن اتحاد الأب والابن مثل ما أن شعاع الشمس المولود من عين الشمس الذي يملأ ضوءه ما بين السماء والأرض نوراً ، وفي بيت من البيوت يكون فيه ضياء بنوره من غير مفارقة لعين الشمس التي تولد منها حقاً ، لأنه لم ينقطع من العين ولا من الضوء ، كذلك سكن الله في الناسوت من غير أن يفارقه الأب ، فهو مع الناسوت ، وهو مع الأب ، وهو مع الروح القدس حقاً ، فيقال : هذا التمثيل لو قدر أنه صحيح ، فإنما يشبه من بعض الوجوه قول من يقول : إنه بذاته في كل مكان ، كشعاع الشمس الذي يظهر في الهواء والأرض . وأما المسيحيين فإنهم يخصونه بناسوت المسيح دون سائر النواسيت . ثم ان ضوء الشمس إنما يكون في الهواء وسطوح الأرض ، لا يكون تحت السقوف والغيران وباطن الأرض . . .

وعندما يشبهون الثالوث بالانسان المكون من دم وروح وجسد ، فإننا نقول لهم ان هذه مكونات الانسان ولا يستقل واحد منها بذاته ، كما ان الدم ليس الروح والروح ليس الجسد ، والجسد ليس هو الروح ، بخلاف التثليث الذي تقولون فيه ان كل واحد من الثلاثة هو الاخرين . أي ان الابن هو الأب والأب هو الابن .

ثم ان الانسان له سمع وبصر ، ورغبة وشهوة ، وعقل وصفات كثيرة متعددة تشكل في النهاية شيئاً واحداً هو الانسان .

وهكذا ترى أيها القارىء الكريم ان دعاة الثالوث لأجل أن يقنعوا الناس بثالوثهم فبدلاً من أن يصفوا الخالق بالكمال الذي تصفه به الأديان السماوية الحقة نراهم يشبهونه بأحد مخلوقاته الضعيفة وهو الانسان .

القس فايز فارس يعترف :

يرفض الدكتور القس فايز فارس كل التأويلات والتشبيهات التي أوردها بعض المسيحيين ويقرر بطلانها فيقول : (( حاول البعض أن يقربوا إلي الاذهان فكرة الثالوث مع الوحدانية باستخدام تشبيهات بشرية فقالوا على سبيل المثال :

إننا نتحدث عن الشمس فنصف قرص الشمس البعيد عنا بأنه ( شمس ) ونصف نور الشمس الذي يدخل إلي بيوتنا بأنه ( شمس ) ونصف حرارة الشمس التي تدفئنا بأنها ( شمس ) ومع ذلك فالشمس واحدة لا تتجزأ وهذا عند الشارحين يماثل الأب الذي لم يره أحد قط والابن الذي هو النور الذي أرسله الأب إلي العالم ، والروح القدس الذي يلهب حياتنا ويدفئنا بحياة جديدة . وقال آخرون : إن الثالوث يشبه الإنسان المركب من جسد ونفس وروح ومع ذلك فهو واحد ، والشجرة وهي ذات أصل وساق وزهر . على أن كل هذه الأمثلة لا يمكن أن تفي بالغرض بل إنها أحياناً تعطي صورة خاطئة عن حقيقة اللاهوت . فالتشبيه الأول الخاص بالشمس لايعبر عن الثالوث لأن النور والحرارة ليست شخصيات متميزة عن الشمس ، والإنسان وإن صح أنه مركب من نفس وجسد وروح لأن الرأي الأغلب هو أنه من نفس وجسد فقط وتشمل النفس الإنسانية ما يطلق عليه الروح وعلى افتراض أنه ثلاثي التركيب فإن هذه الثلاثة ليست جوهراً واحداً بل ثلاثة جواهر . وفي المثال الثالث فإن الأصل والساق والزهر هي ثلاثة أجزاء لشيء واحـد ))

ثم يقول معترفاً بالواقع الأليم لعقيدة التثليث : (( والواقع أنه لا يوجد تشبيه بشري يمكن أن يعبر عن حقيقة الثالوث لأنه ليس لله تعالى مثيل مطلقاً في الكون )) من كتابه حقائق اساسية في الايمان المسيحي صفحة 52

ويقول الدكتور حليم حسب الله وهو مسيحي :

ولا يجوز تشبيه الله في أقانيمه بأية تشبيهات بالمرة كالشمس وغيرها لأنها كلها محدودة ومركبة, وهو بنفسه يقول (( بمن تشبهون الله, وأي شبه تعادلون به )) وأيضا يقول (( فبمن تشبهونني فأساويه يقول القدوس )) (إشعياء 18:40, 25).

ويقول القس توفيق جيد : (( إن الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه )) من كتابة سر الأزل صفحة 39

ويقول أحدهم معترفاً :

النفس، لها عقل ومشاعر ومشيئة. ومنها الشجرة وهي ذات أصلٍ وساقٍ وزهرٍ. ومنها المكعب وهو واحد ذو ثلاثة أبعادٍ. ومنها الشمس وهي قرص وضوءٌ وحرارة. ومنها الفاكهة وهي حجم ورائحة وطَعمٌ. ومنها الماء وهو سائل وبخار وجامد.
غير أن هذه الأمثلة لا تفي بالمقصود، وتبدو متناقضة. فالإنسان، وإن كان مركباً من عقل وجسد وروح، إلا أن هذه الثلاثة ليست جوهراً واحداً بل ثلاثة جواهر.
ومثَل النفس، من أن العقل والمشاعر والمشيئة هي قوى مختلفة لنفسٍ واحدة، لأن الشخص متى افتكر يستعمل عقله، ومتى أحب يستعمل مشاعره، ومتى شاء يستعمل مشيئته.
فلا تشابه بين هذا وتثليث أقانيم الجوهر الواحد. وكذلك في مثَل الشجرة، فالأصل والساق والزهر ثلاثة أجزاء لشيء واحد. وهكذا نقول في البقية.


ونحن نقول :

كفى دليلاً على فساد هذه العقيدة وتفاهتها وبطلانها عدم فهم أصحابها ومعتنقيها لها .

وإذا كانت أصول المسيحية فوق العقل وأنها معقدة هذا التعقيد فكيف يمكن للمسيحيين محاربة الوثنية البسيطة ، فإن الوثني الذي يعتقد أن الحجر هو الله لأنه ينفعه ويضره ، لا يسهل عليه أن يترك دينه إذا قيل له أن الله قد دخل في رحم إمراة وخرج من فرجها في صورة طفل . . . إلي ان علق على الصليب الذي لا يعلق عليه إلا الملعون . .

انه سوف يفضل دينه لأن ديناً لا يمكن لمعتنقه أن يدرك أصوله المتعلقه بالإله لأنها فوق العقل من جهة وكلها سخرية ونقص بالإله من جهة أخرى ، ليس فيه ما يحمل الوثني على ترك دينه السهل البسيط الذي ليس فيه ذلك التعقيد .

وأعلم أيها القارىء الكريم :

ان معظم المسيحيين قد جعلوا الفلسفة ديناً وبنوا عليها نظرياتهم وسموها بالنظريات اللاهوتية وذلك فيما ما يخص التثليث وهي نظريات باطلة ما أنزل الله بها من سلطان ذلك لأنهم يقولون على الله ما لا يعلمون _ رجماً بالغيب _ مع ان الفلسفة علمتنا (( أن الذات التي تخرج عنها ذات أخرى لتعيش معها وتصبح كفواً وشريكاً لها لا يمكن أن تكون في درجة الكمال ))

وأنت تعلم أيها القارىء الكريم أن الانسان العاقل لا يؤخذ عقيدته التي يتوقف عليها مصيره في النهاية إلا من النصوص الشرعية الصحيحة ، فالاعتقاد السليم ينبغي أن يؤخذ من الوحي الالهي لا من الفلسفات والنظريات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، والمسيح عليه السلام لم يقل يوما قط أن الله مثلث الاقانيم ولم ينطق يوماً قط بكلمة أقنوم بل قال : (( ما جئت لأنقض الناموس أو الانبياء ما جئت لأنقض بل لأكمل )) متى 5 : 17 فقد جاء المسيح عليه السلام مكملاً لشريعة موسى عليه السلام وشريعة موسى جاءت بالتوحيد ولم تعرف التثليث قط . فتأمل

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...