الخميس، 26 فبراير 2009

الردود الكاملة على زكريا بطرس في حلقات أسئلة في الإيمان

الردود الكاملة على زكريا بطرس في حلقات أسئلة في الإيمان

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد.........



نبدأ بعون الله تعالى الرد على برنامج القمص زكريا بطرس الذي تبثه قناة الحياة الفضائية والذي يجد قبولا" وإقبالا"كبيرا" من جانب الكثير من النصارى.

يتعرض القمص في هذا البرنامج للإسلام ويستعين بكثير من الآيات القرآنية وتفاسير القرآن الكريم والروايات التاريخية وبعض الأحاديث وذلك لإثبات صحة معتقده ولإثبات خطأ الإسلام.

للأسف تجاهلت القنوات الفضائية الرد عليه وذلك أما لتقاعس القائمين في هذه القنوات أو لقناعتهم الشخصية أن ما يقوله لا يؤثر في أي من الباحثين الجادين عن الحقيقة من غير المسلمين ولا يؤثر في المسلم الذي عنده ثقافة وتربية إسلامية معقولة.
في حين أنه قام بعض الأشخاص بالردود ردودا" لا تتناسب مع الاعتقاد الثابت لأهل السنة والجماعة وعلى فهم السلف الصالح للقرآن الكريم والسنة.

نسأل الله تعالى أن يكون اختيارنا هو الصواب, وهو الرد عليه بما يوافق إجماع علماء أهل السنة والجماعة وإن شاء الله تعالى لن نترك له شبهة قالها حول الإسلام إلا وردينا عليها الرد المناسب.
ولن نترك له شيئا" قاله في النصرانية يخالف كتابه وقوانين إيمانه إلا بينا له, فإن استشهد من كتابه المقدس بنص يخالف نصا" أخر بينا الاختلاف.
وإن شرح الثالوث وقال أنه بسيط وضعنا له أقوال آباء الكنيسة في الثالوث وكيف أنم عجزوا عن فهمه,
وإن استشهد لإثبات الثالوث بنص مثل نص رسالة يوحنا الأولى الاصحاح 5 العدد 7 بينا وعرضنا له أقوال معاجم الكتاب المقدس في هذا النص وقرأنا عليه مقدمات الكتاب المقدس بالعربية وبالإنجليزية وبينا أن هذا النص قد اختفى من الكثير من التراجم الحديثة وذكرنا أسماءها ووضعنا صورها وكيفية الإطلاع عليها على النت وأماكن شراؤها على الطبيعة.

مصادرنا ولله الحمد علمية وموثقة فلا خداع ولا تضليل ولا كذب.
نقول لكل المنبهرين بأقوال زكريا بطرس....
اقرأوا أقواله أو اسمعوا لها ... وأقرأوا الرد على كل ما يقوله ... وقد وهبكم الله عقلا" لتفرقوا به بين الباطل والحق.
وكلا الأمرين أمامكم , فأحدنا على حق والأخر على باطل ,
أقول للمستمع أو القارىء الباحث عن الحقيقة .. أختر كما تشاء ولا تلومن إلا نفسك على اختيارك..
قال الله تعالى
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ [يونس : 108]

وقال الله تعالى
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً [الكهف : 29]



فأنت تختار بإرادتك ورغبتك, تختار من جانبين أمامك واضحين .. فأختر أحداهما, ولا نخفي عليك أي من الجانبين.

سنبين بعون الله تعالى قبل أن نبدأ في عرض محتوى الحلقات والرد عليها تفصيليا" المنهج الذي يسير عليه زكريا بطرس في الحلقات وسنضرب أمثلة لكل فعل نقول أنه يفعله.

أولا"
ذكر آيات أو ألفاظ على أنها موجودة بالقرآن وهي غير موجودة بالمرة ...معتمدا" على أن من يستمعون إليه من المسلمين البسطاء الذين لن يراجعون أقواله أو من أتباعه الذين سيسعدون بثقافته الإسلامية بدون أن يراجعوا ما قاله...
والمثال :في الحلقة الرابعة قال : مكتوب في القرآن .. لا تكذبوا على الله وروحه .. وهذا غير موجود .

ثانيا"
يستدل بأسماء غير معروفة ولا مقبولة كتبت في أماكن مجهولة كما لو كان هذه وجهة نظر الإسلام.
مثل قوله في الحلقة الثانية , هكذا قال الدكتور الإسلامي الشقنقيطي في بحث كتبه بالفرنسية في جامعة باريس...!!
وفي الحلقة الثالثة قال.... الشيخ عبد الكريم الجبلي قال هذا ... في مجلة كلية الأداب عام 1934 ... ولا نعلم الشقنقيطي ولا الجبلي....
ولا يوجد في الإسلام إلا قال الله تعالى وقال الرسول عليه الصلاة والسلام, وما يستشهد به من أن مجهول قال عن مجهول قولا".... لا يؤخذ حجة على أحد, بل هو رأي شخصي , إن كان من قاله من أكبر علماء المسلمين , فهذا اجتهاد منه يصيب فيه ويخطئ.....

ونتعجب من أن يستدل بشخص يسميه الشيخ عبد الكريم لا يعرفه أحد. ويقول انه كتب مقالا" في مجلة كلية الآداب ولا نعلم ما دخل الإسلام وعلماءه وإجماعهم على مجهول كتب في مجلة حائط على الأرجح منذ أكثر من سبعين عاما" . عام 1934.
لا ندري كيف يعتبر هو والمستمعون إليه أن مثل هذا دليل على المسلمين أو أنه إجماع علماء المسلمين في أمر من أمور الدين ؟!!.

ثالثا"
بتر أجزاء من الآيات أو استخدامها من منتصفها وحذف أولها وأخرها حيث سيؤدي وضع الآية كاملة إلى بيان سوء استدلاله وتكذيب ما يحاول أن يثبته .
وسنقابل الكثير من هذه الأمثلة سويا" .

رابعا"
ذكر قول على أساس أنه من أقوال المفسرين ويتجاهل باقي الأقوال الذي قالها المفسر في تفسيره, فأهل التفسير ينقلون الكثير من الآراء حتى الروايات الكاذبة ويقولون في نهايتها وهذه الرواية غير صحيحة للأسباب التالية, ولكن من يبحث من أجل أن ينتقد أو يخدع فمن الممكن أن ينقل الرواية ولا يذكر تعليق المفسر أو شرحه.
أو لا يذكر باقي الرويات التي من الممكن أن المؤلف رجح صحة أحداهما.

خامسا"

من المنهج الذي يستخدمه وسنجد الأمثلة واضحة بالاستمرار في الرد بعون الله تعالى الاستعانة بما يسمى دائرة المعارف الإسلامية ويشير إليها كثيرا" في حلقاته, وهذا الكتاب وضعه مستشرقون ( أي وضعه نصارى ) فهو ليس كتاب إسلامي, بل هو كتاب يمثل وجهة نظر المستشرقين في تعريف المصطلحات والمعارف الإسلامية.
وإن كان يريد أن يستشهد بمثل هذا الكتاب على الإسلام كما لو كان هذا الكتاب وضعه المسلمون فمن الممكن أن نقول أن كتاب "إظهار الحق" للعلامة "رحمة الله الهندي" وكتاب "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" لشيخ الإسلام "ابن تيمية" ومجموعة كتب "أحمد ديدات" رحمه الله هي دائرة المعارف المسيحية !!.

سادسا"
وهو الجزء الأخير من طرق التلاعب التي يتبعها القمص زكريا بطرس وهو الاستعانة بكتاب يسمى الملل والنحل للشهرستاني أو كتاب مشابه له للإمام ابن حزم .. وهذا الكتاب يصف معتقد كل فرقة من الفرق سواء فرق انشقت عن الإسلام أو من فرق المسيحية ويذكر ويبين معتقد البوذية والزرداشتية وغيرهما من الملل والمذاهب.
فهو يقول مثلا" وتعتقد الفرقة الفلانية بحلول الإله في النار.....
وزكريا بطرس عندما يستشهد من هذا الكتاب يأتي بوصف المؤلف لفرقة انشقت عن الإسلام أو غير مسلمة بالمرة وهذه الفرقة تؤمن بحلول الإله في الجسد مثلا"....يأتي بوصف المؤلف لهذه الفرقة على أن هذا رأي الإسلام !!! ....ويقول هذا موجود في كتاب الملل والنحل الإسلامي !!.
وبالطبع وصف المؤلف لسلوك أو معتقد فرقة خارجة عن الإسلام ليس إقرار منه بموافقة معتقدهم.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وبالله التوفيق.





الرد على الحلقة الأولى.


عنوان الحلقة الأولى..الله واحد أم ثالوث ؟؟

يبدأ القمص زكريا بطرس الحوار فيقول:



هذه تساؤلات نواجه بها كثيرا" في كل مكان لأنها قضية غريبة على الفكر الإسلامي, كيف يكون الله واحد وكيف يكون ثالوث.؟؟... "كيف يكون إيماننا بالله واحد أي بالوحدانية ؟ وما معنى الثالوث ؟... أنا أجاوب على هذه القضية. فالثالوث ليس شيء معقد على الإطلاق."









ولنا هنا وقفة.. فهو يقول الثالوث ليس شيء معقد على الإطلاق...
والرد بعون الله تعالى :
أولا"
الثالوث ليس له أي نص واضح وصريح ولو بحثنا في العهد القديم لن نجد كلمة ثالوث أو أقانيم أو إقنيم ....بل كل ما نجده التوحيد المطلق ونكرر التوحيد المطلق مما يعني إله واحد .... وليس ثلاثة آلهة ولكنهم إله واحد( حسب مفهوم الثالوث من قانون الإيمان ).
وهذا ما سيؤكده القمص بعد قوله السابق فيقول نحن موحدون .. نعم أنتم تقولون أنكم موحدون ومثلثون في نفس الوقت وتقولون أن الوحدانية لا تنافي التثليث وسنناقش بعد قليل قانون الإيمان الأثانسي ( الذي وضعه أثناسيوس – حامي حمى الإيمان المسيحي كما يطلق عليه).نعلم أنه سيسارع البعض بالقول..لا إن الثالوث موجود وأنا سأشرحه لك ويعطينا مثال .... الشمس والتفاحة والمثلث والإنسان وذات الله تعالى وغيرها من الأمثلة التي يفهم بها الثالوث.
ونحن بإذن الله تعالى سنرد على كل هذه الأمثلة التي غالبا" يتم التلاعب في استخدامها ونقول قبل الأمثلة وشرحها أين النصوص ..؟؟
قبل أن تشرح لنا شيء وتفسره أحضر النص الخاص به...
فكيف تشرح لنا شيء غير موجود ولا نجد له نصا" واضحا" ؟؟
أين النصوص التي تتحدث عن الثالوث ...؟؟
أحضروا النصوص أولا" وبعد ذلك أشرحوا لنا كيف تفهموه ..ولكن تعطينا مثال لما لا وجود له فهذا غير مقبول والمثال سيتضح لك أنه مثال خاطئ... خاطئ كما سنبين ذلك بعون الله تعالى.

نعود فنقول
- الثالوث ليس له اي نص في العهد القديم ولم يكن أبدا" من تعليم الانبياء.فقد جاء في العهد القديم في سفر التثنية 6 : 4 " إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: اَلرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ ".
وجاء في سفر أشعياء 45 : 18 "لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ
السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَر.
والتوحيد واضح ولا يحتاج إلى شرح.
ومن الواضح أن الثالوث لم يرد له أي ذكر أو إشارة في العهد القديم. ننتقل للعهد الجديد وأول ما نذهب إليه هو أقوال السيد المسيح .
لفظ الثالوث لم يرد على لسان السيد المسيح , ولم يذكر في أي مرة لفظ ثالوث – أقنيم – أقانيم – متحدين في الجوهر ومنفصلين في الأقنومية – هناك ثلاثة آلهة ولكنهم إله واحد – الثالوث الأقدس – أنا والروح القدس والآب آلهة ولكننا لسنا ثلاثة آلهة بل إله واحد.
السيد المسيح لم يذكر إلا التوحيد (التوحيد فقط )
فقد قال لله وهو يناجيه ( يوحنا 17 : 3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.(
أنت الإله الحقيقي وحدك.... أنت الإله الحقيقي وحدك.فلم يقل يعرفوا الأقانيم ولا الثالوث ولا أننا الثلاثة لسنا إلا إله واحد ولا.....ولا ...
مثال أخر السيد المسيح عندما تم سؤاله عن أهم وأول الوصايا: ( مرقس 12 : 29...فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَاإِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ..)
لم يقل له السيد المسيح أن هذه هي الوصية القديمة في العهد القديم والآن عليك أن تعرف أن أهم الوصايا أن تعرف الثالوث وأن الثلاثة واحد ومتمايزين في الصفات ومتحدين في الجوهر وأنهم أقانيم لهم نفس اللاهوت وغيرها من التعاليم التي لا يوجد لها أي نصوص بل قال السيد المسيح للشاب أول الوصايا : .... الرب إلهنا رب واحد.
هل كان السيد المسيح يخدع السائل أم لم يكن يعلم أن هناك ثالوث ؟؟
في مثال أخر قال السيد المسيح للسائل( لوقا 18 : 19 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ..(
قال ليس صالح إلا من ؟؟............ إلا الله تعالى ..ليس أحد صالحا" إلا واحد وهو الله !!!
ثم قال له أتبع الوصايا .... لم يقل له آمن بالصلب والتجسد والفداء وأنسى الوصايا الموجودة بالعهد القديم بل قال له أتبع الوصايا.... الوصايا... ولهذا الموضوع...وقفة لنا في موضوع أخر إن شاء الله تعالى عن رسالة السيد المسيح الذي قال لم أت لأنقض الناموس بل لأكمل .... ولم يقل إلا اتبعوا الوصايا.

الآن من الواضح أنه لا توجد أي نصوص صريحة وواضحة عن الثالوث في العهد القديم أو الجديد ومن حق كل منا أن يستغرب !!
أهم معتقد في المسيحية لا يوجد له نص واضح , في حين أن قصة الجحش الذي ركبه السيد المسيح بما فيها من تناقض واختلاف مكررة 4 مرات في 4 أناجيل والأمثال التي قالها السيد المسيح بعضها مكرر في الثلاثة أناجيل الأولى.!!
وهناك مئات المواضيع المكررة...وأكرر المكررة والتي لا تضيف جديد ومن السهل جدا" الحصول على الكتاب المقدس والنظر في فهرس المواضيع ستجد أن هناك المئات من المواضيع المكررة بعضها مكرر ولكنه يختلف قليلا" سواء بالإضافة أو النقص عن نفس الموضوع في مكان أخر ولكن البعض متطابق !!, ولا نعلم كيف يكون هذا التكرار موجود لفقرات من الممكن حذفها ولا تؤثر في أي محتوى وفي نفس الوقت لا نجد كلمة أو جملة واضحة تتكلم عن أهم ما في العقيدة الموجودة حاليا" وهي الثالوث ؟

كيف لا نجد في ما يقرب من 400 صفحة من العهد الجديد أهم أسس العقيدة الحالية ثالوث - أقانيم – أقنيم – الثلاثة آلهة ولكنهم إله واحد - المسيح هو الله المتجسد – كيفية الصلاة – كيفية الصيام.

هناك أحتمالين فقط أما أن تكون المسيحية بوضعها الحالي ليست من تعاليم المسيح كما يقول المسلمون, أو أن الكتاب ناقص وتعرض للتحريف والحذف والإضافة لأن ما به لا يدل على التعاليم الحالية كما يقول المسلمون أيضا" أن التحريف طال هذا الكتاب.
هل هناك احتمال أخر لعدم وجود أي نصوص للتعاليم وكثرة النصور المكررة التي لا تضيف ولا تزيد شيئا" !!؟

انتهينا الآن من جزئية أنه لا يوجد أي نص صريح من أقوال السيد المسيح عن الثالوث أما باقي النصوص التي يتم الإستدلال بها عن الثالوث فسيتم بعون الله تعالى الرد عليها بعد قليل .

ملخص ما سبق أن الثالوث لا توجد له أي نصوص واضحة فبذلك هو عقيدة مبهمة.

نعود إلى قول زكريا بطرس : الثالوث ليس شيء معقد على الإطلاق !!.
ونلاحظ أنه بعد قليل في الحلقة الرابعة من نفس البرنامج سيذكر لنا العكس وأن قدرة الإنسان على الفهم محدودة وطالما نحن نرد على الحلقة الأولى سنتجاهل ما قاله في الحلقة الرابعة وهو الذي يرد به على نفسه في مقولته الثالوث ليس شيء معقد !!
فسنرد بعون الله تعالى كما لو كنا لم نستمع إلى الحلقة الرابعة بعد

نقول إن كان الثالوث غير معقد فأكيد آباء الكنيسة والقساوسة يفهمونه , فما رأيكم نستمع أو نقرأ أقوال آباء الكنيسة وكبار القساوسة عن الثالوث بعيدا" عن مثال الشمس والتفاحة .؟؟

هناك كتاب وفر علي الكثير من البحث عن أقوالهم حول الثالوث..الكتاب أسمه " شمس البر " من إعداد القمص منسي يوحنا – مكتبة المحبة – 30 ش شبرا – القاهرة.
في موضوع الثالوث تحت عنوان أقوال الآباء حول الثالوث:
في صفحة 118 من الكتاب :
قال العلامة أوجين دي بليسي : " ما أعلى الحقائق التي تضمنها عقيدة التثليث وما أدقها , فما مستها اللغة البشرية إلا جرحتها في إحدى جوانبها".
نستمع لغيره في نفس الصفحة 118 :
قال بوسويه :" ولقد خلت الكتب المقدسة من تلك المعضلة حتى وقف أباء الكنيسة حائرين زمنا" طويلا" لأن كلمة أقنوم لا توجد في قانون الإيمان الذي وضعه الرسل, ولا في قانون مجمع نيقية, وأخيرا" اتفق أقدم الأباء على أنه كلمة تعطي فكرة ما عن كائن لا يمكن تعريفه بأي وجه من الوجوه"
في نفس الصفحة 118 :
قال القديس أوغسطينوس وأغسطونيوس من كبار آباء المسيحية ويطلق عليه فيلسوف المسيحية قال القديس أوغسطينيوس : " عندما يراد البحث عن كلمة للتعبير بها عن الثلاثة في الله , تعجز اللغة البشرية عن ذلك عجزا" أليما".
وهناك قصة شهيرة للقديس أوغسطينيوس أنه كان على شاطئ البحر يفكر في الثالوث ومدى عقلانيته ...يفكر في الثالوث فهو لا يفهمه ويحاول أن يفهمه ...القصة شهيرة وتتناقلها الكتب المسيحية والمواقع بكل فخر ...وهو على شاطئ البحر وجد طفلا" حفر حفرة صغيرة في رمال الشاطئ ثم أخذ ينقل بعض من ماء البحر ليضعه في الحفرة ..... فقال له حضرة القديس أوغسطينيوس ماذا تفعل ؟؟
فقال الطفل سأضع كل البحر في هذه الحفرة, ضحك القديس أوغسطينيوس من تفكير الطفل الذي يريد أن ينقل البحر إلى هذه الحفرة الصغيرة .....ثم قال : أنا أضحك من تفكير الطفل وأحاول أن أفعل مثله بأن أُدخل الثالوث إلى عقلي المتواضع الصغير, فكف عن محاولة فهم الثالوث وقال عبارته السابقة .

القصة بالمناسبة سيذكرها زكريا بطرس في الحلقة الرابعة ... ردا" على ما قاله هو نفسه في أول الحلقة الأولى من أن الثالوث غير معقد.
القمص منسي يوحنا في صفحة 121 قال شيء غريب حقا" يقول : " أن سر التثليث عقيدة كتابية لا تفهم بدون الكتاب المقدس .....ونحن لا نجد نصا" واضحا" في الكتاب المقدس يا قمص منسي يوحنا )) ثم يكمل , وأنه من الضروري أن لا يفهمها البشر, لأننا لو قدرنا أن نفهم الله لأصبحنا في مصاف الآلهة.".

بمعنى يقول أننا لو فهمنا الثالوث نكون آلهة.
أنا من الممكن أن أترك شيء بدون أن أفهمه ولكن أعطني نصا" صريحا" واضحا" عليه .
ولكن أؤمن بشيء لا أجد له نصا" ولا أفهمه..... مستحيل ...فهذا هو الإيمان الأعمى.

حسب مدخل الكاثوليك للأناجيل المتماثلة وهم أول ثلاثة أناجيل بالكتاب المقدس هناك 330 عدد مشترك بين الثلاثة أناجيل متى ومرقس ولوقا.
ألم يكن من الممكن إضافة أو استبدال أي من المكرر وكتابة أي شيء عن الثالوث .؟؟
ألم يكن من الممكن أن يقول السيد المسيح في أي موضع أن هناك شيء أسمه ثالوث ؟؟
ألم يستطع كاتب الإنجيل الذي كتب بعد المسيح بعشرات السنين أن يضع عبارة واضحة عن أهم معتقد في المسيحية بدلا" من أن يكرر قصة الجحش !!.
ألم يستطع الله أن يوحي سطر واحد يبين طبيعته إن كان ثالوثا" كما تدعون ...؟؟

هناك شخص أسمه القس بوطر عنده كتاب أسمه رسالة الأصول والفروع بعد أن شرح الثالوث قال : "قد فهمنا ذلك على قدر عقولنا ونرجو أن نفهمه فهما" أكثر جلاءا " فى المستقبل, حين ينكشف لنا الحجاب عن كل ما في السماوات والأرض , وأما في الوقت الحاضر ففي القدر الذي فهمناه كفاية "

يا أستاذ بوطر لا تجد له نصا" ولا تفهمه .. فكيف تؤمن به. ؟؟
كيف تؤمن بما لا نص له ولا دليل عليه ولا يقبله العقل..؟؟

هناك قس أخر أسمه باسيليوس وضع كتابا" أسمه الحق كتب فيه أجل إن هذا التعليم من التثليث فوق إدراكنا" ونعم لقد قال الحق... فهذا التعليم فوق الإدراك ولا نصوص له .

أما الأمثال الخاصة بالشمس والتفاحة والبرقوقة والجردل ... فسنرد على هذه الأمثلة لاحقا" بعون الله تعالى وقبل أن نرد أرجو من الأشخاص يسألوا أنفسهم مع بعض العقل من الذي قال لكم هذه الأمثلة ؟؟
هل قالها السيد المسيح من ضمن الأمثلة العديدة التي جاءت في الكتاب المقدس أم قالها أُناس آخرون ؟

(جاء بالأناجيل 29 مثالا" للشرح على لسان السيد المسيح وليس بينهم مثال واحد عن الثالوث)

الأنبا بيشوي عضو المجمع المقدس ومطران دمياط وكفر الشيخ والبراري – في مذكرة تسمى
مذكرة اللاهوت العقيدي من الممكن البحث عنها على النت أو في مطبوعات مكتبة المحبة بشبرا.
تكلم عن الأقانيم وكيف تشترك الأقانيم في الجوهر الإلهي وتختلف في الخواص الأقنومية (لا نعلم ولا أحد يعلم مصدر هذه المعلومات ولا من أين جاءوا أو عرفوا بأن هناك شيء يسمى أقانيم وأنها متساوية في الجوهر ومختلفة في الخواص فحتى الكلمات التي يستخدمها للشرح غير موجودة في الكتاب المقدس ) المهم قال نيافة الأنبا في نهاية المذكرة : ((وحينما نتأمل هذه العقيدة نجد أنفسنا أمام سر من أعمق أسرار الوجود والحياة ونجد اللغة لعاجزة عن التعبير عن عمق هذا السر)).
ولا حول ولا قوة إلا بالله .... لا يوجد أي نص ولا تفهمونه وتعتبرونه سر واللغة عاجزة عن تفسيره ..!!!
سؤال .........هل أخفاه الله عنكم؟؟
كيف عرفتم بوجوده ...........؟؟ كيف عرفتم أن هناك ثالوث ؟؟

بذلك قول القمص زكريا بطرس أن الثالوث ليس شيء معقد على الإطلاق قول مناقض لكل أقوال آباء الكنيسة الذين لم يفهموا الثالوث واعترفوا بذلك وأن الطريقة التي سيحاول من خلالها شرح الثالوث طرق ملتوية وسنرد عليه بعون الله تعالى
وأهم نصين ذكرهم زكريا بطرس للاستدلال عن الثالوث سيتم الرد عليهم بالتفصيل بعون الله تعالى.

يقول زكريا بطرس



لماذا لا نكتفي بالقول أن الله واحد ولا داعي للثالوث الذي قد يصعب فهمه على البعض ( ليس البعض فقط بل آباء الكنيسة لا يفهمونه ), سنضرب مثلا" لنوضح الهدف من هذا الموضوع وكيف أصر عليه الكتاب المقدس ( لا يوجد له أي نص في الكتاب المقدس , فكيف يكون أصر عليه ولا يوجد لفظ الثالوث أبدا" !!؟؟) . عندما يكون الإنسان طفلا" تعطى له الحقائق مبسطة أن البشرية كانت في حالة طفولة فكرية في العهد القديم فخاطبهم الله بصورة مبسطة مبين أنه واحد فقط .
ولكن عندما نضجت البشرية ...بين الله تعالى لهم حقيقته وأنه ثالوث حيث أصبحت البشرية تستوعب هذه الفكرة.













الكتاب المقدس لم يأت بلفظ ثالوث مرة واحدة فكيف يكون أصر.... أصر على الشيء تعني كرره أكثر من مرة ... والكتاب المقدس لم يذكر الثالوث ولا مرة (
أما عن قوله الأخير حول الحقائق التي كان يتم إعطاءها بصورة مبسطة حتى تنضج البشرية النضج العقلي الكافي فنرد بعون الله تعالى بعدة نقاط:
1- معنى ذلك أن أنبياء ورسل الله تعالى آدم ونوح وإبراهيم ويعقوب وإسحاق وغيرهم لم يعرفوا الله حق المعرفة لأن عقلياتهم لم تكن لتستوعب فكرة الثالوث, وفي هذا اتهام واضح للأنبياء.
2- القول أن البشرية نضجت لتعرف وتفهم الثالوث قول خاطئ لأننا بينا أقوال الآباء وأتضح أنهم لا يفهمون الثالوث فكيف تكون البشرية قد نضجت وكبار رجال المسيحية لم يفهموا الثالوث ؟؟
3- لا نجد أي قول صريح أو ذكر للثالوث في الكتاب المقدس.
4- لو افترضنا صدق الحجة التي أوردتها من أن الله كان يقول أنه واحد ولما نضجت البشرية حتى تستوعب الثالوث قال لهم أنه ثالوث......... ما الذي يمنع حسب نفس المقياس أن تنضج البشرية أكثر وأكثر ويكون الله مختلف عن ما ذكره ؟؟
ما دليل زكريا بطرس أن هذه هي الصورة النهائية ؟؟
فإن كان قوله لما نضجت البشرية الله وضح لهم أنه ثالوث ؟؟ ...أخشى أن يخرج علينا غدا" ويقول الله ليس واحد في ثالوث بل أثنين في سابوع. ويكرر الكلام الذي يتحدث به حول الثالوث فيقول نحن أمام سر خطير من الأسرار لا نفهمه .. وتخرج مؤلفات أثنين في سابوع وكيف يكون الاثنين سابوع ويخرج التبرير الليل والنهار 2 والاسبوع 7 .. وهذا سر عظيم عرفناه بعد أن نضجت البشرية !.

لذلك نكرر الطلب أين النص الذي يقول لكم إن الله واحد في ثالوث ؟ , وبعد أن تأتوا بالنص أخبرونا كيف هو واحد في ثالوث وما هي العلاقة بين الأقانيم ...؟؟

سألت المذيعة ناهد متولي القمص قائلة :



بصراحة نريد توضيحا" أكثر لقضية الثالوث...








فأجاب القمص زكريا بطرس:



نريد أن نوضح أن المسيحية تؤمن بإله واحد لا شريك له فالله واحد ولا نستطيع أن نقول أن هناك اثنان أو ثلاثة آله.






وهذا كلام جميل جدا" جدا" ولكن سنثبت له انه مع إيمانه بإله واحد يؤمن أن الإله الواحد عبارة عن ثلاثة آلهة !!! ومن قانون الإيمان نفسه.
سألت المذيعة ناهد متولي :



نريد توضيح فكثير يقولون لنا نريد آيات من الكتاب المقدس تصرح أن الله واحد







لا.. نحن كمسلمين لا نسأل عن هذا ..نحن لا نسأل عن آيات أو أدلة على أن الله واحد , كلنا يعرف هذا والفطرة السليمة تعرف أن الإله واحد لا شريك له ولكننا نسألكم كيف عرفتم أنه ثالوث وأنه 3 في واحد ..ونطلب أن تسألوا الكبار... من أين أتيتم بالثالوث وكيف عرفتم أن الواحد ثالوث ؟؟.
يرد زكريا بطرس على سؤال المذيعة مستدلا" بالآيات التي تؤكد وحدانية الله, وهو النص الذي ذكرنا سابقا" المنسوب للسيد المسيح الذي قال فيه إن أول الوصايا إسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد .
ومن الممكن أن نحضر له أكثر من 100 دليل من الكتاب المقدس على أن الله واحد ولا يجد هو دليل واحد على الثالوث أو أنه واحد في ثالوث !.
يقول القمص زكريا بطرس :



ونفس الكلام الخاص بالتوحيد كرره رسل المسيح في رومية 3 : 29 و يعقوب 2 : 19.






جميل جدا" فلم يكونوا يعلمون أي شيء عن الثالوث ...

يقول زكريا بطرس

وهذا ما نردده فيما يعرف بقانون الإيمان بالحقيقة نؤمن بإله واحد .. إلى أخره








لا.......... أكمل يا زكريا بطرس .... إلى أخره .... ...أكمل قانون الإيمان.لماذا لم تكمله ...
لا مانع من أن نكمله لك,

قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني الذي تم وضعه بعد مجمع القسطنططينية عام 381 ميلادية

.

نؤمن بإله واحد، آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض،.... وبرب واحد يسوع المسيح، ابن اللـه الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء، .....وبالروح القدس الرب المحيي، المنبثق من الآب (والابن)، الذي هو مع الآب والابن يُسجد له ويُمجد، الناطق بالأنبياء.



كم إله حتى الآن ... إله واحد وهو الآب وبرب واحد يسوع المسيح الذي هو إله من إله , إله حق من إله حق ...إذن كام إله ... ثم بعد ذلك بالروح القدس الرب المحيي !!, كم العدد الآن ... سيتضح الأمر أكثر بعد قليل من القانون الأثانسي.
فلماذا لم تكمل قانون الإيمان ؟؟

لماذا لم تكمل قانون الإيمان الذي ليس له أي أسانيد من الكتاب المقدس ومع ذلك هو أصل الإيمان المسيحي ؟
تقول ناهد متولي:

في الحقيقة أن الأحباء في الإسلام يقولون أنكم تعبدون ثلاثة آلهة, وهذا هو الاتهام الموجه لنا فهل من الممكن أن نركز على هذه النقطة وهي أننا نعبد إلها" واحدا" ؟؟؟؟











يرد زكريا بطرس :

نحن لا نؤمن بثلاثة آلهة ... ونحن نؤمن بإله واحد لا شريك له وتعبير ثلاثة آلهة لم يرد نهائيا" في المسيحية .








يا زكريا بطرس رجاء عدم التهرب والتلاعب إنكم تقولون في قانون الإيمان الأثانسي الذي وضعه أثناسيوس (( وهو الذي تطلقون عليه حامي حمى الإيمان المسيحي )).

- هذا الإيمان الجامع هو أن تعبد إلهاً واحداً في ثالوث .وثالوثاً في توحيد. وفيه ................
- وهكذا الآب إله .والابن إله .والروح القدس إله.
- ولكن ليسوا ثلاثة آلهة .بل إله واحد.
- وهكذا الآب رب .والابن رب .والروح القدس رب.
- ولكن ليسوا ثلاثة أرباب .بل رب واحد.
- وكما أن الحق المسيحي يكلّفنا أن نعترف بأن كلاً من هذه الأقانيم بذاته إله ورب.
- كذلك الدين الجامع .ينهانا عن أن نقول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب !!!.
- فالآب غير مصنوع من أحد .ولا مخلوق .ولا مولود.
- والابن من الآب وحده .غير مصنوع .ولا مخلوق .بل مولود.
- والروح القدس من الآب (والابن ) .ليس مخلوق ولا مولود بل منبثق.


ابحثوا عن قانون الإيمان الاثانسي واقرأوه إنه يقول أن كل من الآب والابن والروح القدس إله كامل وحقيقي ... ولكنهم جميعا" أو معا" إله واحد أيضا" وهذا ما لا يفهمونه ولا يجدون له نصا".
وقانون الإيمان يقول أن كل من الثلاثة رب كامل ولكنهم الثلاثة معا" رب كامل ....
يقول الابن مولود من الآب ولكنه إله كامل وكان موجود قبل أن يولد من الآب.. ولو أن أحدا" قال أنه جاء وقت لم يكن الابن موجودا" قبل أن يولد, يكون قد هرطق أو كفر... كيف يكون الابن موجود قبل أن تتم ولادته من الآب كما يقولون قبل كل العصور ؟؟
ثم يقولون الروح القدس إله كامل وإله حقيقي وهو منبثق ولا نعلم معنى منبثق ولا أين وجدوها ولا كيف استدلوا عليها.... يقولون أنه منبثق من الآب بينما الكاثوليك والبروتستانت يقولون أنه منبثق من الآب والابن !! ... ونسألهم أين كان قبل أن ينبثق وهو إله كامل ورب كامل كما تدعون ؟.

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...