الاثنين، 23 يونيو 2008

خاتمة

خاتمة
وهكذا رأينا الأنبياء يبشرون بالنبي الخاتم نبياً تلو نبي. " كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا، ومن ذلك الوقت يبشر بملكوت الله".
يبشرون بالنبي الذي أخذ عليهم الميثاق بأن يؤمنوا به إن جاء وينصرونه { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين } (آل عمران: 81).
وقام الأنبياء ببلاغ أقوامهم خبر هذا النبي " جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبؤوا، وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيلياء المزمع أن يأتي ".
وحفظ لنا الكتاب المقدس - رغم ما تعرض له من التحريف - بعضاً من هذه البشارات عن هذا النبي العظيم، فهو النبي الذي يحقق وعد الله لإبراهيم وزوجه هاجر بالبركة في ابنها إسماعيل، وهو الذي " له خضوع شعوب ".وهو النبي الذي ماثل موسى، وبشر به قومه بني إسرائيل، وهو النبي الذي تتلألأ نبوته عند جبال فاران، ويكون من أمة تقوم بأمر ملكوت الله الذي سينزع من بني إسرائيل " ويعطى لأمة تعمل أثماره "، وذلك لأنهم " أغاروني بغير إله، وأغضبوني بمعبوداتهم الباطلة، وأنا أيضاً أغيرهم بغير شعب، وبشعب جاهل أغضبهم ".
وهكذا انتقلت النبوة والاصطفاء إلى أمة العرب المرذولة " الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية ".
وذكرت النصوص الإنجيلية والتوراتية اسم النبي وصفاته، فقد سماه المسيح " البارقليط "، وهو بمعنى أحمد، ووعدت به الملائكة "وعلى الأرض الإسلام، وللناس أحمد" (حسب ترجمة الأب السابق عبد الأحد داود).
وتحدثت الأسفار عن أرض هجرته "وحي من جهة بلاد العرب، في الوعر من بلاد العرب"، ودعت لنصرته ومواساته "يا سكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه".
كما تحدثت النصوص عن انتصار هذا النبي، وأن دينه سيبلغ ما بلغ الليل والنهار، فهو الذي "يده على كل واحد"، و "له يكون خضوع شعوب "، و "شعوب تحتك يسقطون"، و "الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكاً يدين بين الأمم ملأ جثثاً، أرضاً واسعة سحق رؤوسها "، "لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض".
وهو الغضب الآتي على الكفرة، ومنهم اليهود الذين حذرهم يوحنا المعمدان فقال: "يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي ... سيعمدكم بالروح القدس ونار، الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ"، و " من سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه".
وذكرت النبوات أيضاً بأن هذا القادم هو آخر الأنبياء، وأن سلطانه أي شريعته يمتد إلى الأبد "يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً ... وهي تثبت إلى الأبد "، و " أما قديسو العلي فيأخذون المملكة، ويمتلكون المملكة إلى الأبد وإلى أبد الآبدين " وكما قال - صلى الله عليه وسلم - : ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون))، وفي رواية مسلم: ((حتى تقوم الساعة)) (1) ، فهو الذي بشر المسيح بدولته حين قال: "فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد ".
ورسالة هذا النبي ليست خاصة بالعرب أو بني إسرائيل، بل هي عامة لكل الشعوب، فهو "يبكت العالم على خطية"، و "له يكون خضوع شعوب"، وهو "مشتهى كل الأمم"، الذي "لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة".
وهو النبي الأمي الذي حدثت عنه التوراة والإنجيل "وأجعل كلامي في فمه"، وهو الأمي المبشر بالنبوة في غار حراء "أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة فيقال له: اقرأ. فيقول، لا أعرف الكتابة".
وهو الذي لا ينطق عن الهوى " لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به "، ويبلغ كامل دعوته، فلا يحول الموت أو القتل دون بلاغه "فيكلمهم بكل ما أوصيه به".
وهو صاحب شريعة مثل موسى "تنتظر الجزائر شريعته"، وشريعته مؤيدة بالقوة "وعن يمينه نار شريعة لهم "، وشريعته شاملة لكل مناحي الحياة فهو "يعلمكم كل شيء"، و "ويرشدكم إلى جميع الحق"، وبمجيئه تنسخ شريعة موسى.. "لا يزول قضيب من يهوذا، ومشترع من بين رجليه، حتى يأتي".
وهو أعظم العالمين، وهو رئيس هذا العالم الآتي "رئيس هذا العالم يأتي "، ولئن كانت النساء لم تلد مثل يوحنا المعمدان، فإن " الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه " - صلى الله عليه وسلم -.
وقد صدق كريستوفر ديفيز أستاذ علم مقارنة الأديان حين قال: " إن كل هذه النبوءات بمعانيها وأوصافها لا تنطبق إلا على النبي العربي محمد " - صلى الله عليه وسلم -.
المصادر والمراجع
* القرآن الكريم .
* الكتاب المقدس. طبعة : دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط (النسخة البرتستانتية).
* الكتاب المقدس. طبعة : دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط (النسخة الأرثوذكسية الكاثوليكية).
* الكتاب المقدس. طبعة: الرهبانية اليسوعية (نسخة كاثوليكية) . توزيع جمعيات الكتاب المقدس في المشرق. بيروت.
* الكتاب المقدس . (الأسفار المقدسة العبرانية، الأسفار المقدسة اليونانية). ترجمة العالم الجديد (نسخة شهود يهوه).
* التوراة السامرية . ترجمة الكاهن : أبو الحسن إسحاق الصوري . نشرها : أحمد حجازي السقا. ط1 . دار الأنصار . القاهرة ، 1398هـ .
* إنجيل برنابا . ترجمة : خليل سعادة . ط . دار الوثائق . الكويت ، 1406 هـ .
------------------------------------
* إظهار الحق . رحمة الله الهندي . تحقيق : محمد أحمد ملكاوي . ط1. دار الحديث . القاهرة ، 1404هـ.
* الإنجيل والصليب . عبد الأحد داود . القاهرة ، 1351هـ .
* البشارة بنبي الإسلام في التوراة والإنجيل . أحمد حجازي السقا . دار البيان العربي . القاهرة ، 1977م .
* التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، مجموعة من العلماء اللاهوتيين.
* دراسة تحليلية نقدية لإنجيل مرقس تاريخاً وموضوعياً . محمد عبد الحليم مصطفى أبو السعد . ط1، 1404هـ .
* قاموس الكتاب المقدس ، نخبة من الأساتذة ومن اللاهوتيين . هيئة التحرير : بطرس عبد الملك ، جون ألكساندر طمسن ، إبراهيم مطر . دار الثقافة .
* ماذا يقول الكتاب المقدس و الغرب عن محمد - صلى الله عليه وسلم -؟ أحمد ديدات . ط1 . الدار المصرية للنشر والتوزيع . القاهرة ، 1404هـ .
محمد في التوراة والإنجيل والقرآن . إبراهيم خليل أحمد . المكتبة التجارية . مكة المكرمة ، 1409هـ .
* محمد في الكتاب المقدس . ديفيد بنجامين (عبد الأحد داود) . ترجمة : فهمي شما . مراجعة : أحمد محمد الصديق . مطابع الدوحة الحديثة .
* محمد نبي الإسلام في التوراة والإنجيل والقرآن . محمد عزت الطهطاوي . مكتبة النور .
* المسيّا المنتظر نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم -. أحمد حجازي السقا . ط1 ، مكتبة الثقافة الدينية . مصر 1398هـ .
* يوحنا المعمدان بين الإسلام والنصرانية . أحمد حجازي السقا . ط1 . دار التراث العربي ، 1399هـ .

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...