الثلاثاء، 20 مايو 2008

نقض الناموس

نقض الناموس

إن أبرز ما يلحظه الدارس لعقيدة الفداء اقترانها ببولس منذ نشأتها، وقد أراد بولس منها أن تكون ذريعة لإلغاء الشريعة والناموس، حيث جعل الخلاص بالإيمان فقط من غير حاجة للعمل الصالح، فأضحى الفداء ليس مجرد خلاص من الذنوب، بل هو خلاص حتى من العمل الصالح.
وقد أكثر بولس من التجريح للشريعة الموسوية ومن ذلك قوله: « فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها، إذ الناموس لم يكمل شيئاً، ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله » عبرانيين 7/18 - 19
ويقول عن الناموس أيضاً: « وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال » عبرانيين 8/13 .
ويقول عنه: « فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلبت موضع لثانٍ » عبرانيين 8/7
ويتجنى بولس على شريعة الله فيعتبرها سبباً للخطيئة فيقول: « لم أعرف خطيئة إلا بالناموس، فإني لم أعرف الشهوة لو لم يقل الناموس: لا تشته... لأن بدون الناموس الخطيئة ميتة.. لما جاءت الوصية عاشت الخطيئة فمت أنا » رومية 7/7 - 9 .
ويسمى الشريعة لعنة فيقول: « المسيح افتدانا من لعنة الناموس » غلاطية 3/13
وقد سماه لعنة لأنه بسبب اللعنة عند عدم الامتثال لأوامره « لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة، لأنه مكتوب: ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في الكتاب الناموس ليعمل به، ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله » غلاطية 3/10 - 11 .
ويعلن عن عدم الحاجة إليه بعد صلب المسيح فيقول: « قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان، ولكن بعد ما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مؤدب » غلاطية 3/24 - 25 .
ويؤكد إبطال الناموس فيقول: « سلامنا الذي جعل الاثنين واحد... مبطلاً بجسده ناموس الوصايا » أفسس 2/14-5 .
ويقول: « الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس، بل بإيمان يسوع، لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما » غلاطية 2/16
وهؤلاء الذين يصرون على العمل بالناموس يسيئون للمسيح « قد تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس » غلاطية 5/4 لأنه « إن كان بالناموس بر فالمسيح إذا مات بلا سبب » غلاطية 2/21 ، « أبناموس الأعمال، كلا بل بناموس الإيمان إذا نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس » رومية 3/27-28 .
وجعل بولس الإيمان سبيلاً للبر والنجاة كافياً عن الناموس والأعمال التي عملها اليهود ولم يحصلوا بها على البر « إن الأمم الذين لم يسعوا في أثر البر أدركوا البر، البر الذي بالإيمان، ولكن إسرائيل وهو يسعى في أثر ناموس البر لم يدرك ناموس البر، لأنه فعل ذلك ليس بالإيمان، بل كأنه بأعمال الناموس، فإنهم اصطدموا بحجر الصدمة » رومية 9/30 - 31 .
ويقول أيضاً: « الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع الذي أبطل الموت، وأنار الحياة والخلود » تيموثاوس 2- 1/9 - 10 .
ويواصل: « ظهر لطف فخلصنا الله وإحسانه، لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس » تيطس 3/4 - 5 .
ولذلك فإن بولس يعلن إباحته لكل المحرمات من الأطعمة مخالفاً التوراة وأحكامها انظر التثنية 14/1-24 ، فيقول: «أنا عالم ومتيقن في الرب يسوع أن لاشيء نجس في حد ذاته، ولكنه يكون نجساً لمن يعتبره نجساً » رومية 14/14 ، ويقول: «كل شيء طاهر للأطهار، وما من شيء طاهر للأنجاس» تيطس 1/ 15 ، «لأن كل خليقة الله جيدة، ولا يرفض شيء إذا أخذ مع الشكر» تيموثاوس 1- 4/4 .
وهكذا وفي نصوص كثيرة أكد بولس أن لا فائدة من العمل الصلح والشريعة في تحصيل النجاة، وأن البر إنما يتحقق بالإيمان وحده، وقد كان لهذه النصوص صدىً كبيراً في النصرانية ونظرتها للشريعة.
فيقول لوثر أحد مؤسسي المذهب البروتستانتي « إن الإنجيل لا يطلب منا الأعمال لأجل تبريرنا، بل بعكس ذلك، إنه يرفض أعمالنا.... إنه لكي تظهر فينا قوة التبرير يلزم أن تعظم آثامنا جداً، وأن تكثر عددها » .
ويقول في تعليقه على يوحنا 3/16 « أما أنا فأقول لكم إذا كان الطريق المؤدي إلى السماء ضيقاً وجب على من رام الدخول فيه أن يكون نحيلاً رقيقاً... فإذا ما سرت فيه حاملاً أعدالاً مملوءة أعمالاً صالحة، فدونك أن تلقيها عنك قبل دخولك فيه، وإلا لامتنع عليك الدخول بالباب الضيق.. إن الذين نراهم حاملين الأعمال الصالحة هم أشبه بالسلاحف، فإنهم أجانب عن الكتاب المقدس. وأصحاب القديس يعقوب الرسول فمثل هؤلاء لا يدخلون أبداً » .
ويقول: « إن السيد المسيح كي يعتق الإنسان من حفظ الشريعة الإلهية قد تممها هو بنفسه باسمه، ولا يبقى على الإنسان بعد ذلك إلا أن يتخذ لنفسه، وينسب إلى ذاته تتميم هذه الشريعة بواسطة الإيمان، ونتيجة هذا التعليم هو أن لا لزوم لحفظ الشريعة، ولا للأعمال الصالحة » .
ويقول ميلا نكتون في كتابه - الأماكن اللاهوتية : « إن كنت سارقاً أو زانياً أو فاسقاً لا تهتم بذلك، عليك فقط أن لا تنسى أن الله هو شيخ كثير الطيبة، وأنه قد سبق وغفر لك خطاياك قبل أن تخطئ بزمن مديد » .
ويقول القس لبيب ميخائيل: « الأعمال الصالحة حينما تؤدى بقصد الخلاص من عقاب الخطيئة تعتبر إهانة كبرى لذات الله، إذ أنها دليل على اعتقاد من يقوم بها، بأن في قدرته إزالة الإساءة التي أحدثتها الخطيئة في قلب الله عن طريق عمل الصالحات... وكأن قلب الله لا يتحرك بالحنان إلا بأعمال الإنسان، وياله من فكر شرير ومهيمن » ، وهذا ما قاله بولس « الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس.. لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما.. لأنه إن كان الناموس بر، فالمسيح إذاً مات بلا سبب » غلاطية 2/16 - 21 .
وهكذا كانت عقيدة الخلاص البولسية سبيلاً لإلغاء الشريعة والتحلل من التزاماتها.


هـل افتـدانا المسيح على الصليب ؟_د. منقذ بن محمود السقار

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...